Admin المدير العام
عدد المساهمات : 76 تاريخ التسجيل : 14/05/2013 العمر : 67
| موضوع: الشيخ أبوشامة عبدالمحمود - من بوستات منتديات السروراب الثلاثاء مايو 28, 2013 11:20 pm | |
| الشيخ أبوشامة عبدالمحمود1-6 عبدالعزيز حسن البصير شيخ، قاض، معلم، جمع بين العلم وحفظ القرآن وتولى القضاء والإفتاء فترك أثرا ظاهرا فى أسرته وأحفاده، وسار أبناؤه وأحفاده على دربه - من مواليد قرية السروراب غرب بالريف الشمالي لمدينة أم درمان – وقد كان ميلاده فى عام 1301هـ الموافق 1884م - وهو الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود أبو شامة تاج الدين أحمد عبدالله محمد بقدوش محمد منصور السرورابي)، ينتمي نسبه إلى قبيلة الجموعية. والده الشيخ (عبدالمحمود أبوشامة) من مشايخ وسلالة قبيلة الجموعية المعروفين والمشهورين، الذين امتلكوا الأراضي غرب النيل من منطقة جبل أولياء جنوبا حتى الوادى الأبيض شمالا – مدينة الجيلي شرقا. والدته (شموم بنت الطيب المحسي) والدتها (دارالسلام بنت المك سعد). يصفه البروفيسور على شمو: كان الشيخ (أبوشامة) أنيقا فى ملبسه، يمشي وئيدا لايلتفت، يحسن الاستقبال.. إذا جئته سمعت منه كلمة مرحب، ثم ينصت وهو من خيرة المنصتين ثم تخرج منه مقتنعا لأنه رجل مقنع إما لأنه استجاب لطلبك وإما أقنعك بأن طلبك ليس فى مقدوره. كان أسلوبه في الحديث مع الطالب والشيخ والعامل واحدا هدفه تطوير العلم والمنشأة، وهو أول من أدخل وسائل الإيضاح في التدريس، وكل مامرت الأيام تجسدت عظمة هذا الرجل. نشأ الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود) في بيت علم ودين اشتهرت أسرته بالورع والتقوى والعلم بين عامة الناس، وقد كانت المنطقة التي نشأ فيها توجد فيها الخلاوى التي كان دورها تحفيظ القرآن الكريم وتدريس الطلاب بعض الفقه والعبادات، وقد اشتهرت المنطقة أيضا بحلقات الذكر والعبادة، ومن أشهر خلاويها خلوة الفقيه الشيخ (محمد شريف ودنور الدائم) أستاذ الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية، وخلوة الفقيه (محمد الأمين)، وخلوة الفقيه الفكي (عبدالله الكردي) بالجزيرة اسلانج. بدأ الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود) تعليمه الأولي منذ طفولته المبكرة، حيث التحق بخلاوى السروراب والجزيرة اسلانج على يد الشيخ الفقيه (محمد ودالشيخ ودالأمين) الكاهلى النسب، ثم انتقل إلى الضفة الأخرى من النيل شرقا حيث التحق بحلقة الشيخ العاقب فى الجيلي، ودرس فيها الفقه والنحو والبلاغة ثم انتقل مع أهله إلى مدينة أم درمان تنفيذا لتوجيهات الخليفة عبدالله التعايشي (خليفة الإمام المهدي ) باخلاء الضفة الغربية للنيل لجيوش المهدية الزاحفة نحو الشمال. ستقر الشيخ أبو شامة مع أسرته وأهله في حي العرب الشمالي الغربي من أم درمان، وخلال إقامته في أم درمان توسعت مداركه نحو التعليم حيث درس على كبار العلماء منهم الشيخ (مدثر الحجاز) الذي كان يقيم بحي العرب في ذلك الوقت، وقد استطاع الشيخ (أبوشامة) أن يكمل حفظ القرآن الكريم وهو لم يبلغ الرابعة عشرة من عمره. وقبل نهاية الدولة المهدية عاد مرة أخرى إلى منطقة السروراب مع أهله، ثم عاد مرة أخرى بعد فترة وجيزة بعد نهاية الدولة المهدية ليلتحق بحلقة الشيخ (محمد البدوي نقد عثمان) البديري الدهمشي ، شيخ علماء السودان. وقد كانت حلقات التدريس التي كان يقيمها من أشهر حلقات التدريس منذ أواخر القرن قبل الماضي حتى اليوم.
الشيخ أبوشامة عبدالمحمود 2-6 عبدالعزيز حسن البصير اهتم الشيخ (أبوشامة عبد المحمود) بالعلم الديني والتحصيل ودراسة الفقه، وقد درس على يد الشيخ (محمد البدوى) العلوم الدينية منها أخذ علم الفقه (مختصر خليل بن إسحق) و(رسالة ابن أبى يزيد القيروانى)، و(موطأ الإمام مالك)، وقد اشتهر بالذكاء والرغبة الشديدة فى تلقى العلوم، وقد برز فى علوم اللغة العربية وتفسير القرآن الكريم، ويكفى أنه كان يحفظ الكشاف لـ (الزمخشرى) عن ظهر قلب وهو تفسير عُنى بالبلاغة. وقد أهله تحصله وذكاؤه للالتحاق مباشرة بالسنة الثالثة بكلية غردون عام 1903م - قسم الشريعة - حيث درس الشريعة وتخرج منها فى عام 1907م. ويقول عنه حفيده البروفيسور (فيصل تاج الدين أبوشامة): كان إصرار الشيخ (أبوشامة) على العلم كبيرا وانقطاعه له ومنذ بداية حياته وسعيه الدؤوب لينهل من منابعه الأصلية، برعاية المشايخ المشاهير وأهل الخلاوى ونار القرآن والفقهاء، وقد استهان الشيخ فى ذلك بالعقبات والصعاب، والبلاد تواجه حينها أشرس هجمة استعمارية صليبية عملت على طمس شخصية الأمة المسلمة وإبعادها عن دينها وعقيدتها ولغتها. بدأ الشيخ (أبوشامة عبد المحمود) حياته العملية بالقضاء وخاصة أنه سليل أسرة اشتهرت فى مجال القضاء، فيها كثير من القضاء منهم أجداده الشيخ (بقدوش) القاضى فى مملكة الفونج، والقاضى (النصيح)، والقاضى (محمد صالح)، والعلماء (آل نصير وعلام). وقد بدأ الشيخ (أبوشامة) عمله فى القضاء حيث عين عاملا قضائيا فى محكمة النيل الأزرق بمدينة ودمدنى عام (1907م) ليعمل مع مولانا الشيخ (أبو القاسم أحمد هاشم) وتوثقت عرى الصداقة بينهما، وعامله مثل أبنائه. وفى عام 1910م سافر إلى (مصر) للاستزادة من العلم، وعنده عودته عين فى محكمة (أم دم) فى أم روابه، ثم انتقل إلى الجيلي فى عام 1916م لمعالجة حصر تركة الزبير باشا، ثم نقل إلى شندى، والدبة، وكوستى، والخرطوم بحرى، وأم درمان.. وفى عام 1927م انتقل إلى مدينة كسلا قاضيا لمديريتها، وفى عام 1933م عين مفتشا للمحاكم الشرعية، وفى 9 سبتمبر عام 1938م عينه الحاكم العام مفتيا لقاضى القضاة خلفا للشيخ (أحمد الفيل) الذى تقاعد بالمعاش، وقد أصدر فتاوى جريئة وجسورة. وقد تقاعد الشيخ (أبوشامة) عن الخدمة فى القضاء وانتدب لمشيخة المعهد العلمى بأم درمان فى أول مارس 1943م.
عمل الشيخ (أبوشامة عبد المحمود) بالتدريس بمعهد أم درمان العلمى ورئيسا لمشيخة علماء السودان فى الفترة مابين (1943 – 1951م) وقد كانت هذه الفترة عصيبة جدا كالحة عاش السودان تحت نيرانها وهى آخر فترات الاستعمار الإنجليزي وهى الفترة التى استيقظ فيها ضمير الأمة، وبداية تململ الطبقة المتعلمة من السودانيين الذين شكلوا مؤتمر الخريجين، ومطالبتهم للإنجليز باستقلال السودان. وقد ألقت هذه الأحداث بظلالها على مختلف أوجه الحياة ومن ذلك المعهد العلمى الذى كان مركز الإشعاع العلمى الإسلامى الوحيد فى البلاد حيث ضيق الاستعمار الإنجليزي الخناق عليه وعلى خريجه، ومن صور هذا التضييق إهمال المعهد العلمى والعلم الدينى، وذلك أن الجامع الكبير ضاق بالطلاب الذين بلغ عدده الـ (700) طالب.
الشيخ أبوشامة عبدالمحمود 3-6 عبدالعزيز حسن البصير قبل تولي الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود) رئاسة المعهد العلمي بأم درمان كان المعهد لا يجد الاهتمام من قبل الحكومة الإنجليزية الاستعمارية، وفي عام 1941م نشرت جريدة النيل مقالا انتقد فيه كاتبه إهمال الحكومة لطلاب المعهد، فانعدمت الرعاية الصحية والطبية والبنيات التحتية من مبان وغيرها، وكذلك اكتشف الغموض أنه لا يوجد شيخ للمعهد منذ أن تقاعد الشيخ أحمد محمد أبودقن (1932 – 1938م)، وهي فترة كبيرة بلغت خمس سنوات تدل على الإهمال. ولكن المعهد العلمي ظل يقاوم الهدم والإهمال ويحافظ على رسالته الدينية والاجتماعية بفضل جهود مشايخه وطلابه، إضافة إلى اهتمام عامة الناس من السودانيين بالمعهد فكانت التبرعات تأتي من كل مكان وتصدى الأهل في (أم درمان) لإيواء طلاب الأقاليم في منازلهم وكتبت عنه المقالات في الصحف. تولى الشيخ (أبوشامة) رئاسة المعهد العلمي أم درمان في عام 1943م، وفي عهده أصبحت قضية إهمال المعهد من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي قضيته الأولى. ففي المجلس الاستشاري لشمال السودان الذي كان أحد أعضائه الشيخ (أبوشامة) أثيرت مشكلة المعهد العلمي، وطالبوا فيها بالاهتمام بهذه المؤسسة لأنهم كانوا يقدرون المعهد العلمي، ويعتبرونه القيادة لهذه الأمة، ووضعت بعض التوصيات، ومنها إعادة تكوين مجلس أعلى للمعهد ومنحه سلطات كاملة ووضع الموارد الوافية تحت تصرفه ويشرف على التعليم الديني في جميع أنحاء السودان، واستقدام الكفاءات العالية، وكان أولهم الشيخ (محمد المبارك عبدالله) وكان هذا الإنجاز في عهد الشيخ (أبوشامة). والإنجاز الثاني الذي تحقق في عهده هو بناء المعهد وانتقاله بعد صعوبة توفير الجو المناسب للدراسة بسبب ضيق الجامع الكبير بأم درمان (أول مقر للمعهد) وتقارب حلقات الدروس والحاجة إلى استعمال وسائل الايضاح بالنسبة لبعض العلوم الحديثة، وقد أدى ذلك إلى ضرورة إقامة مبانٍ جديدة للمعهد، وقد سارعت السلطات إلى المساهمة بالأرض وبجزء من المال لاقامة المباني الجديدة غرب أم درمان بحي العرضة ا نتقل إليها من الجامع الكبير. ويعتبر هذا أكبر انجاز في تاريخ المعهد، وقد اتاح أن يخطو خطوة أخرى في تطوره ليصبح اليوم الصرح الشامخ جامعة أم درمان الاسلامية التي تعتبر من أهم مراكز الثقافة العربية والإسلامية في العالم والوطن العربي، و تعتبر أقدم جامعة سودانية وأنها الجامعة التي حافظت ولازالت تحافظ على أصالة الأمة السودانية والاسلامية في عقيدتها وفي لغتها وثقافتها. وخلال عمله في إدارة المعهد احتفظ بفهمه وخبرته وحكمته مقاييس أساسية للإدارة والأكاديمية المتميزة، وذلك عن طريق الممارسة الحقيقية التي اعتمدت على الامتياز العلمي والأكاديمي، وضرب المثل فى التجرد ونكران الذات والحكمة والحزم، إضافة إلى التخطيط وصياغة البرامج ومتابعة التنفيذ والتقييم والتقويم، مما أضفى على المعهد العلمي جوا من الثقة بالقيادة والجدية مما دفع به خطوات كبيرة للأمام في تلك الحقبة العامرة بالعمل. وقد أسس الشيخ (مبدأ الشورى) في الإدارة مما يعرف اليوم (بالإدارة الجماعية) أو (الإدارة بالمؤسسات) التي تعتمد على (التفويض) و (اللامركزية) وهي تعتبر نمطا من أنماط الإدارة الحديثة اليوم.
الشيخ أبوشامة عبدالمحمود 4-6 عبدالعزيز حسن البصير فى عهد رئاسة الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود) للمعهد العلمى تم السماح لطلاب المعهد لأول مرة بالالتحاق بقسم الشريعة بمدرسة الحقوق بكلية غردون عام 1950م وقد كان قبل ذلك محظوراً. وقد تعهد بتطوير المعهد العلمى وترقيته وقد أضاف بعض المواد الإضافية منها الفلسفة والرياضيات والجغرافيا والتأريخ واللغة الإنجليزية، وقد تبنى برنامجا واضحا لبناء قدرات المعهد الأكاديمية وبنياته الأساسية خاصة فى مجال القوى البشرية المدربة المتخصصة، وقد أسس (العلاقات الثقافية للمعهد) من أجل تبادل العلماء والخبرات والمعلومات وعن طريق أقرب السبل (الاتصال الشخصى المباشر) مستقلا علاقاته وصداقاته الواسعة خاصة فى (مصر)، وقد كان الشيخ (أبو شامة) يلح على (السكرتير الإدارى) لحكومة السودان فى استقدام علماء من جمهورية مصر الشقيقة تنفيذا الشيخ لقرار مؤتمر الخريجين. وبعد الموافقة حضرت أول بعثة من علماء الأزهر الشريف عام 1947م للتدريس بالمعهد وهم: الشيخ كامل الشيخ شاهين، الشيخ على محمد حسن العمارى، الشيخ محمد عبدالله الشهير بـ (شمس)، الشيخ حافظ دسوقى المدرس بمعهد الإسكندرية. وهؤلاء كلهم خريجو كلية اللغة العربية، ثم جاء الشيخ أحمد إبراهيم مهنا خريج كلية أصول الدين والمدرس بالأزهر، وبعد أن أنتهى عمل الدفعة الأولى تلاهم الأساتذة الشيوخ: يوسف الجرشى بكلية اللغة العربية، عبدالعزيز عبيد كلية أصول الدين، الشيخ عبدالرحمن العطار المدرس بمعهد القاهرة، الشيخ محمد الكرمى عيسى شيخ معهد أسوان، الشيخ عبدالاله الحضرى المفتش بالأزهر، الشيخ عبداللطيف الخضرى شيخ معهد المنصورة، الشيخ محمد على المنوفى المفتش بالأزهر، الشيخ محمد أبوطالب شاهين المفتش بالأزهر، الشيخ على منصور شيخ معهد أسيوط، الشيخ محمد محمود شاهين المفتش بالأزهر، الشيخ عبدالكريم شعبان المدرس بكلية اللغة العربية. وقد كان للمعهد بفضل هؤلاء العلماء وبفضل علمائه السودانيين وبفضل طلابه أثر واضح فى الحركة العلمية والثقافية بما كانوا يقيمون من محاضرات وندوات فى المساجد ودور الأندية وفى الأحياء، وبما كانوا يقدمون من أحاديث عبر الإذاعة، وبما يكتبونه من مقالات فى الصحف اليومية، ترأس الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود) المجلس الأعلى للمعهد العلمى الذى كُوَّن بواسطة مدير مصلحة المعارف عام 1947م للنهوض بالمعهد، بعد توصية اللجنة التى كوَّنها المجلس الاستشاري برآسة ميرغني حمزة، وقد كان المجلس الأعلى يتكون من تسعة عشر عضوا. وقد كان للشيخ الفضل بالإسراع بتطبيق الخطة العلمية لتطوير المعهد العلمى التى بدأت فى عام 1949م بطلاب السنة الأولى الإبتدائية، وقد بلغت الخطة نهايتها عام 1949م بعدها قامت كليتان إحداهما للشريعة وعلومها، والثانية للغة العربية وعلومها. وقد أمتدت إهتمام الشيخ (أبو شامة) بالعلم إلى خارج مدينة (أم درمان) حيث شرع فى تأسيس معاهد بولايات السودان منها: معهد (نوري) عام 1943م، ، معهد (كريمة) عام 1945م، معهد (حفير مشو) عام 1950م، وقد كانت مناهج هذه المعاهد وأساليب التدريس فيها يتبع لنظم المعهد العلمي بأم درمان.
الشيخ أبوشامة عبدالمحمود 5-6 عبدالعزيز حسن البصير اهتم الشيخ (أبوشامة) بالجامع الكبير بأم درمان الذي نقل منه )المعهد العلمي( فأنشأ فيه ما سمي بالقسم العام في أواخر عام 1949م، وبدأ لفيف من العلماء المتقاعدين بتكوين حلقات الدروس، فقصده الطلاب الذين لم يجدوا فرصا لدخول المعهد العلمي النظامي أو الطلاب الأجانب المسلمون وخاصة من الدول الإفريقية الذين أرادوا التعليم في السودان ودراسة اللغة العربية قبل إلحاقهم بالمعهد العلمي ، وتعتبر هذه أول محاولة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها قبل مايقارب الخمسين عاما. كما أن القسم يعد تطويرا للتعليم الإضافي الذي أخذت به الجامعات مؤخرا. وقد قام الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود) بإرسال بعثات من المعهد العلمي إلى الأزهر الشريف للتأهيل واكتساب الخبرات وهم: محمد أحمد الهواري، د. عثمان الفكي بابكر، حامد الجعلي، محمد محيي الدين، محمد الطيب. ومن أعماله الجليلة كان له الفضل في نقل المكتبة الكبيرة التي أهداها للمعهد العلمي فضيلة الشيخ (محمد نور الحسن) عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ووكيل الأزهر (فيما بعد)، وقد اجتهد الشيخ (أبوشامة) في نقلها من القاهرة إلى المعهد العلمي بأم درمان وذلك في عام 1951م، وكان يقدر عدد الكتب بنحو 1453 مجلدا بينها مخطوطات نادرة سعى الشيخ (محمد نور الحسن) في جمعها أربعين عاما، وقد كتب وثيقة بذلك الوقف وجعل للمكتبة فهارس وختمها بختمه، وجعل النظارة عليها لكل من يكون شيخا للمعهد العلمي بأم درمان. امتدت أيادي الشيخ (أبوشامة) البيضاء إلى التعليم العام حيث ساهم بفضل الله بتأسيس أول مدرسة للبنين بمنطقة السروراب عام 1920م، وأسس أول مدرسة للبنات بالمنطقة في عام 1922م وأقيمتا داخل منزله. عمل الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود) في المجال السياسي، التحق بالجمعية السرية عام 1922م التي أنشأها الأستاذ (حسين شريف) تحت شعار السودان للسودانيين. وقد كان من المؤسسين لمؤتمر الخريجين، وقد انتخب عضوا في اللجنة الستينية للمؤتمر في دورتها الأولى عام 1938م، وانتخب في دورة أخرى في عام 1943م، تقلد منصب رئاسة نادي الخريجين بأم درمان، وكان السكرتير وقتها الأستاذ إسماعيل الأزهري (رئيس وزراء أول حكومة وطنية فيما بعد). احترف الشيخ (أبوشامة عبدالمحمود) بعدها السياسة حيث كان عضوا نشطا في حزب الأمة، كما اختير عضوا في أمانة شيوخ الأنصار (وهي هيئة استشارية)، كما اختير عضوا في وفد الاستقلاليين الذي سافر إلى مصر بقيادة الإمام (عبدالرحمن المهدي ) عام 1952م ليفاوض الحكومة المصرية برئاسة اللواء (محمد نجيب) حول تقرير مصير السودان. وقد كانت له مكانة قيادية وسط المتعلمين، بالإضافة إلى مساهمات ومشاركات واضحة فى مجال العمل الخيري والاجتماعي العام. ويقول ابنه الشيخ (تاج الدين أبوشامة): لقد كان (الشيخ) محبوبا في كل مكان عمل فيه، وفي أم درمان اشترك مع كل الفعاليات التي بنت أم درمان، وأن من أهم صفاته حسن الخُلق، وكان يجيد ركوب الخيل واستعمال السلاح. وكان شجاعا شجاعة نادرة ولعله يتذكر أهزوجة عمته (آمنه بت الولي) التي تذكره بالقضاء والقدر وهي تتحدث عن شجاعته باللهجة العامية.
الشيخ أبوشامة عبدالمحمود 6-6 عبد العزيز حسن البصير كرم الخريجون الشيخ (أبوشامة عبد المحمود) لمواقفه السياسية ومساهمته فى تأسيس مؤتمر الخريجين، ومناهضته للاستعمار الإنجليزى البغيض بمنحه (وسام الخريجين)، وقد كان من أبرز مواقفه السياسية التى ظهرت فيها حكمته وموقفه فى المظاهرة الشهيرة التى سيرها طلبة المعهد العلمى فى عام 1946م ضد المستعمر، وكانت مظاهرة كبيرة أتجه بها طلبة المعهد العلمى إلى الخرطوم والتفت حولهم جماهير الشعب السودانى موازرة ومؤيدة. وقد كانت المظاهرة الثانية مظاهرة الشيخ (عمر دفع الله) وهو مجاهد معروف وطنى غيور قاد مظاهرة معادية للاستعمار، وهو من دعاة الوحدة واشترك فى ثورة (1924م). فهزت هذه المظاهرة أركان الحكومة الاستعمارية آنذاك وانعقد لها مجلس الحاكم العام فأقر اطلاق الرصاص على طلبة المعهد المتظاهرين، وكاد الرصاص أن يحصد أرواح هؤلاء الطلاب لأنهم لم يتراجعوا، وهنا ظهرت حكمة الشيخ (أبوشامة) فحالت دون تنفيذ الأمر باطلاق الرصاص مما أدخل (أبوشامة) فى مشادة كلامية مع المفتش الإنجليزى لمركز أم درمان الذى ظن أن بعض الطلاب الملتحين بعمائمهم ذات العزبات أمثال الطالب (دفع الله محمد إبراهيم) مندسين فى أوساط الطلبة. وكذلك ظهرت شجاعة الشيخ (أبوشامة) فى المظاهرة الشهيرة الكبيرة الثانية التى قادها طلاب المعهد العلمى ضد قوات الاحتلال الاستعمارية فى عام 1948م، وضد الجمعية التشريعية، وقد كانت أول مظاهرة يواجه فيها الشعب قوات المستعمر مواجه قوية لأنها تميزت بصمود طلبة المعهد أمام القوات التى جاءت لضربهم، وثانيا دعا طلبة المعهد الأستاذ (إسماعيل الأزهرى) ليقود المظاهرة حين ساروا بها إلى بيته فلم يتردد فخرج معهم يهتفون جميعا ضد الجمعية التشريعية. وقد ظهرت شجاعة (أبوشامة) فى أنه أصر على أن يزور طلابه فى السجن مؤازرا لهم مقدما لهم الدعم المعنوى والمادى، وكان طلابه يشفقون عليه لأنه فى موقع المسئولية، ولكن يقول لهم: (أنتم عدة الوطن والوقوف معكم واجب) معطيا طلابه المثل الحى فى التضحية والثبات من أجل السودان. الشيخ (أبوشامة) متزوج بأربع نساء: الزوجة الأولى: (أم كلثوم) وهى من السروراب – حفيدة الشيخ الطيب ود البشير (راجل أم مرحى) رائد الطريقة السمانية فى السودان. وله منها (محمد الحسن) توفى فى مطلع صباه. الزوجة الثانية: (نفيسه بنت عثمان) – حفيدة (خليل بك عمارة) قائد الحامية التركية فى أم درمان- توفيت وهى صغيرة السن، وله منها (تاج الدين)، (أحمد)، (مأمون)، (فتحية). الزوجة الثالثة: (ست الكل بنت محمد البرقدار الكردى) أحد التجار المشهورين بأم درمان، وله منها: (محمود)، (علوية)، (ست البنات)، (شموم)، (ليلى)، (نصرة). الزوجة الرابعة: (السارة غلام الله) – حفيدة الفقيه (غلام الله بن عايد) اليمنى الذى هاجر إلى السودان فى القرن الخامس عشر الميلادى وأقام فى (دنقلا العجوز) ودفن فيها، وله منها (محمد)، (الرشيد)، (عباس)، (احسان). انتقل الشيخ (أبوشامة) إلى جوار ربه بعد حياة زاخرة بالعلم والمجاهدات فى عام 1972م. وقد أقامت له جامعة أم درمان الإسلامية فى عهد البروفيسور على أحمد بابكر مدير الجامعة ليلة توثيقية بمبانى الجامعة بالعرضة فى يوم 3 يناير عام 1995م.
| |
|
ود البورت مراقب المنتدى
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 14/05/2013
| موضوع: رد: الشيخ أبوشامة عبدالمحمود - من بوستات منتديات السروراب الأربعاء مايو 29, 2013 1:05 am | |
| مشك________________________ور يا مدير اوفيت وكفيت والله | |
|