وفي
عام 1946م تعرف على المطرب الناشئ التاج مصطفي ... ويقول التاج مصطفي عن
هذا اللقاء ... "كنت محظوطاً بالطبع لأن عبدالرحمن الريح شاعر كبير وأغانيه
تسيطر على الساحة لنجاحه الساحق وكان يرعاني بكل الطرق وينصحني ويعطيني
تجربته في الحياة وفي الفن ببساطته المعهودة وقدمت معه (راحة الضمير ،
جيران في الحب ، أنت السمير قلبي بيرتاح ليك كتير ، الملهمة أنا أرضيت
ضميري ، أنا المعذب ، إنصاف) ... كان الملهمة تحفة فنية ونقطة تحول في
تاريخ الغناء السوداني وبداية مرحلة جديدة تعكس حياة المجتمع ، والمجتمع
الأمدرماني يتطور باستمرار .. ومع الأيام كان عبدالرحمن الريح بأغانيه يصنع
مجداً لكل مطرب يتغني بألحانه وعظمة صوت حسن عطية لم يصبح واقعاً يفرض
نفسه على ساحة الطرب والغناء السوداني إلا بأغنيات عبدالرحمن الريح (خداري ،
لو أنت نسيت ، حرمان ، الوان الزهور ، يا ماري عند الأصيل ) وأغنية لو أنت
نسيت هذه الأغنية أخذت من وقت وعقل وقلب عبدالرحمن الريح الكثير .
إن
عبدالرحمن كان صرخة مدوية في أسلوب اللحن الحديث البسيط مما جعل حسن عطية
يتلقفه ويحتكره ، ولكن من وقت لآخر كان يفلت منه ويقدم إنتاجه لمطربين
آخرين وعند إضراب الفنانين عام (1950م) قدم الفنان رمضان حسن في أغنية
(الزهور صاحية وإنت نايم) وعلي إبراهيم (إشراقة البشاشة) وخالد محمد أحمد
(أحبك والقرام قسمة) ونجحت هذه الأغاني بدرجة ممتاز وأصبحت على كل لسان ،
فما كان من المطربين إلا فك الإضراب والعودة إلى الإذاعة دون قيد أو شرط ،
ولكن مراقب الإذاعة وضع شروطه وهي أن أي فنان يود الغناء في الإذاعة عليه
أن يقدم أغنية جديدة وكان له ما اراد .